أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | ​كيف لي أن أعرف إذا كان ما أشعر به هو الحبّ فعلاً؟
​كيف لي أن أعرف إذا كان ما أشعر به هو الحبّ فعلاً؟
تعرّف على لغات الحب الخمس

​كيف لي أن أعرف إذا كان ما أشعر به هو الحبّ فعلاً؟

من اللقاء إلى الحب: كيف أكتشف مراحل علاقة الحب وأميّز الأحاسيس الحقيقية

من السهل الخلط بين الحب ومشاعر أخرى يثيرها فينا شخص ما كالمتعة والافتتان. هكذا، ينتهي بنا الأمر في قطع الوعود وإعلان الحب الكبير فيما نكون غير مستعدين بعد لذلك.
يقدّم علم النفس والكيمياء الحيوية المساعدة للعشّاق، ما يسمح لهم بتمييز مشاعرهم بمزيد من الوضوح. وبناءً على هذه المعطيات العلمية، بإمكاننا القول بصورة بديهية أن الحبّ من النظرة الأولى غير موجود. من هنا، تمرّ كل علاقة بين شخصين بعدة مراحل حتى تتوصل أحياناً إلى الحبّ. بالتالي، سيساعدكم تحديد المرحلة التي تتواجدون فيها في علاقتكم مع شريككم على معرفة الخيارات التي يجب أن تتخذوها وكيفية توجيه علاقتكم نحو الحب الحقيقي!
مراحل الحب
تمرّ علاقة الحب بين شخصين بمراحل مختلفة يمكن تحديدها بالوقوع في الحب أو التقارب، المرحلة الرومنسية أو مرحلة “أحبك”، وختاماً “الحبّ”.
الوقوع في الحب
هذه هي المرحلة “الوردية” والمثيرة التي يشعر خلالها شخصان بانجذاب قوي إلى بعضهما البعض. تكون هذه الأحاسيس قوية وسارة جداً لدرجة أن كثيرين يظنون أن هذا هو الحب. لكن، بإمكان الانجذاب الذي يربط العشاق أن يكون فقط تأثير مادة تسمى الفرمون وتقوم بالإضافة إلى تغيير حواسنا وحملنا على الشعور بفرح شديد وانفعال لدى أدنى تواصل مع الآخر، بدفعنا إلى الاعتقاد بأننا لن نكون سعداء إلى هذا الحد مع أي شخص آخر. بمعنى آخر، يكون التقارب الجسدي قوياً جداً بحيث أن الذهن يصاب بحالة عمى أو افتتان. لهذا السبب، لا يرى العشّاق عيوب شريكهم حتى أنهم يشكون في وجودها لديه.

باختصار، يبدو كل شيء كاملاً. وإلى غياب الموضوعية هذا، يُضاف قيام العشاق بالكذب على أنفسهم، أو أقله بالتقليل من شأن عيوبهم أحياناً وتعظيم فضائلهم، في رغبة للحصول على الشخص الذي يؤمن لهم أحاسيس ممتعة، مهما كلف الأمر.
ختاماً، الوقوع في الحب هو مرحلة تغلب فيها المتعة وإنما تغيب عنها الواقعية لأنه لا يزال هناك جهل لحقيقة الآخر الفعلية. خلال هذه المرحلة، ما نحبه من الآخر ليس حقيقته، بل ما يثيره فينا الاحتكاك به وتفاصيله ورفقته عندما يلمسنا أو يتكلم معنا أو يدعونا. إضافة إلى ذلك، تكون هذه الأحاسيس عابرة لأن أثر الفرمون يدوم ثلاث سنوات كحد أقصى. خلال هذه الفترة، إذا لم يقم الثنائي بالتحاور والاجتهاد لمعرفة حقيقة الآخر، بدلاً من الانجذاب بفعل لقاءات مثيرة وإنما قليلة المحتوى، تنتهي العلاقة بينهما. وفي هذه المرحلة، إذا كان بينهما علاقة جنسية، سوف يتعزز التأثير الأعمى للفرمون ليخلق شعوراً بالمودة الوهمية. بالتالي، لا تعني فترة “الوقوع في الحب” “بذل الذات” الذي تفترضه الحياة الجنسية والزوجية.

المرحلة الرومنسية أو مرحلة “أحبك”
خلال هذه الفترة الرومنسية، تبدأ المشاركة والتعارف بالتحسن بين الشخصين. عبر الدخول إلى عالم الآخر وذوقه وأفكاره ومهاراته، تظهر الأمور التي تجذبنا فعلاً في هذا الشخص، وليس فقط جسده. يبدأ تقديرنا لحقيقة هذا الشخص، وليس فقط لما يثيره فينا. وتكون بعض المميزات التي نكتشفها فيه حقيقية. كما نستطيع أن نكشف بعض العيوب، وإنما يبقى هناك مجال واسع للخيال أو إضفاء الطابع المثالي على الأمور (أحبّ الأحلام التي يثيرها فيّ الآخر).
بالتالي، من المهم أن نتذكر أن معرفة الآخر بالكاد تبدأ. إلى جانب الإثارة التي تحدثها الفرمون، يظهر الحنان في المرحلة الرومنسية. مع ذلك، المرحلة الرومنسية لا تشكل الحبّ بعد. فأنا لا أعرف الآخر بعد بما فيه الكفاية لأعرف إذا كنت مستعداً لأعطيه مفاتيح منزلي أو رمز حسابي المصرفي. وفي حال عدم وجود هذا الاستعداد، يدل ذلك على أننا لسنا مهيأين بعد لهبة الذات بالكامل التي يفترضها الجنس أو الزواج.
الحب
الحب ليس اندفاع العشاق الأعمى والعاطفي، ولا الطابع المثالي الذي يضفيه الرومنسيون على علاقاتهم. الحب هو الاتحاد الحميمي، الثقة العميقة والرغبة في السعي إلى مصلحة الآخر. يلد هذا الشعور عندما يتم التعرف إلى الشريك والشعور بالسرور بسبب حقيقته وما يعرفه. هكذا، ينشأ اندفاع واثق لبذل الذات وقبول كل ما هو الآخر لتشكيل “نحن”. بمعنى آخر، في الحب، تشكل الثقة والسخاء عنصرين أساسيين ومرتبطين لأننا عندما نشعر بالثقة، نرغب ببذل حياتنا بسخاء. ولكن، لا يمكننا التوصل إلى الثقة من دون المعرفة المتبادلة.
يمكن القول إذاً بأن الحب مؤلف من أربعة عناصر:

المعرفة
المعرفة تعني على الأقل أنني أعرف من أين تأتي وإلى أين تذهب. أعرف ردة فعلك عندما تكون متعباً، غاضباً، متوتراً، مسروراً. أعرف معظم عيوبك وصفاتك. أعرف قيمك وأشاركها. حتى ولو أنك غير كامل.
القبول
أنا معجب بما أنت عليه. يعجبني شكلك. ومن بين جميع الأشخاص الذين قد يعجبونني، أختارك أنت. لا أنتظر منك أن تتغير لكي أحبك. حتى ولو أنك لا تتغير، أحبك.
الثقة
أعلم أنك لا تريد إلحاق الأذى بي أبداً. يمكنني أن أوكل إليك صحتي ومالي ومستقبلي لأنني أعلم أنك تريد الاعتناء بي.
الرغبة في بذل الذات
رؤيتك مسروراً ترضيني. أعرف طموحاتك وأنا مستعد لدعمها. أعطي كل ما لديّ سعياً وراء مصلحتك المادية والجنسية والعاطفية. أنا مستعد لاستثمار كافة قواي لمرافقتك وفهمك وخدمتك، حتى على حساب تضحية أو تنازل.
وبالنسبة للمؤمن، ما من تعريف للمحبة أفضل من ذاك الذي أعطانا إياه يسوع: “ليس لأحد حب أعظم من هذا: أن يبذل أحد نفسه من أجل أحبائه” (يو 15، 13). إذاً، الحب لم يعد فقط شعوراً، بل أصبح بذلاً دائماً للذات من أجل خير الآخر. في الثنائي، لا يتوصل الاثنان دوماً أو في الوقت عينه لتنمية هذا النوع من الحب. وإذا لم يتوصل أحدهما أو الاثنان معاً بعد فترة معينة لبلوغ هذا الحب، فذلك لأنهما ليسا ناضجين للزواج. يجب أن يتغذى الحب بشكل دائم. بالتالي، لا يعني زواج شخصين متحابين أن سعادتهما مضمونة. يجب أن يجتهد كل منهما للتقدم في بذل الذات والثقة والمعرفة المتبادلة وقبول الآخر.
أليتيا

عن ucip_Admin