أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | لبنان : دير سيدة طاميش: من 1670 الرسالة مستمرّة…
لبنان : دير سيدة طاميش: من 1670 الرسالة مستمرّة…

لبنان : دير سيدة طاميش: من 1670 الرسالة مستمرّة…

بين الصنوبر والسنديان والكرمة والزيتون على مشارف آثار نهر الكلب العريقة وحكايات مغارة جعيتا القديمة يطل منذ فجر المسيحية دير سيدة طاميش – ديك المحدي يحكي اسطورة إلهة الخصب Artemis

في حكاية جديدة هي حكاية العذراء امّ الله.
اما حكاية الدير الحالي فتنطق بها لوحة من حجر، فوق شبّاك الكنيسة، فتخبر ان المطران جبرائىل البلوزاوي مطران حلب، انشأ سنة 1670 دير سيدة طاميش في عهد البطريرك اسطفان الدويهي (1670- 1704) وبعناية الشيخ نوفل الخازن واولاده، وجعله كرسيا له.
ولما جاء المؤسسان عبدالله قراعلي ويوسف التن من حلب الى لبنان سنة 1694 توجها في الصيف الى دير سيدة طاميش حيث مكثا ثلاثة اشهر وكان هذا الدير مزدوجا كباقي اديار لبنان اي يسكنه رهبان وراهبات.
وافق فراعلي والبتن على السكن في دير سيدة طاميش، شرط ان ينقل المطران البلوزاني الراهبات الى دير آخر. فلم يقبل فغادرا الى دير سيدة قنوبين حيث كان في انتظارهما جبرائيل حوّا فتسلموا دير «مرت مورا» في اهدن سنة 1695. وفي سنة 1700 خرج الابوان سليمان حاج المشمشاني وعطاالله كريكر من دير سيدة طاميش برضى رئىسهما ومطرانهما وتوجها الى برمانا حيث بنيا دير مار اشعيا واسّسا الرهبانية الانطونيّة.
تسلّمت الرهبانية الدير من المطران جرمانوس فرحات، سنة 1727 في عهد الاب العام ميخائيل اسكندر، وكان الدير بحالة مرضية في ذلك الوقت فقد شارف على الخراب لسوء التدبير. فاتفق المطران فرحات والبطريرك يعقوب عواد (1733- 1705) والمشايخ الخوازنة على تسليمه للرهبان اللبنانيين ليفوا ديونه ويتلاقوا الخراب الذي كان يهدده فحرّر المطران فرحات ومشايخ آل الخازن ورئيس الدير حججا بذلك في تلك الفترة جدد الدير عدة مرات وكان مقرّا للرئاسة العامة للرهبانية المارونية من سنة 1770 حتى سنة 1913. وشيّدت الكنيسة الحالية سنة 1807.
احتلّ الجيش المصري الدير سنة 1840 ونهبه واحرقه فالتزمت الرهبانية بعد رحليهم اعماره من جديد اسوة بباقي الأديار التي تضرّرت اثناء تلك الاحداث.
لدير سيدة طاميش محبسة على اسم القديس انطونيوس الكبير ابي الرهبان في محلة «عين قطين» غربي للدير. كان اول من سكنها الحبيس يعقوب ابي مارنو الذي امضى فيها اثنتين وثلاثين سنة من 1926 حتى 1958 وفي 17 كانون الثاني 1998 دخل الى هذه المحبسة الاب يوحنا الخوند ليحيي من جديد حياة النسك والاستحباس التي تميّزت بها الرهبانية عبر تاريخها.
وللحفاظ على التراث والتقليد الرهباني قرّرت الرهبانية سنة 1855 شراء مطبعة من اوروبا مجهّزة بالحروف العربية والسريانية واللاتنية وبكل ما يلزمها من مصبّ احرف وآلات لعرم والتجليد والقطع ووضعتها في دير سيدة طاميش. فطبع فيها العديد من الكتب الليتورجية واللاهوتية نذكر منها كتاب الدرّ المنظوم (1863) للبطريرك بولس مسعد (1854- 1890) والشحيمة المارونية. وتجدر الإشارة الى ان مكتبة هذا الدير كانت عامرة بالمخطوطات الثمينة.
من آثار الدير القديمة: حلّة من نحاس كبيرة يعود تاريخها الى سنة 1675 بحسب ما نقش عليها: وصورة شرقية جميلة للعذراء مريم رسمت باليد على الخشب يعود تاريخها الى سنة 1692: واخرى تمثل الدينونة اعتنى بها القس نستير مدلج اللبناني سنة 1783: وصورة ثالثة للعذراء مريم يعود تاريخها الى سنة 1817. هذا بالإضافة الى العديد من الأواني والثياب الكنسية والصور القديمة وغيرها
لقد اسهم دير سيدة طاميش في بناء عدة اديار واسّس مدرسة ابتدائىة وتكميلية سنة 1960 فوق بناء الدير القديم أمانة منه للغاية التي من اجلها عمل رهبانه النشيطون منذ تسلّمهم الدير سنة 1727.
قرّرت الرهبانية تحويل المدرسة الى معهد اكليريكي سنة 1969 ونقلت اليه فئة الطالبية في الرهبانية من جامعة الروح القدس – الكسليك. ثم رمّمت كنيسة الدير سنة 1927 بمؤازرة المديرية العامة للآثار وأعادت بناء قبّتها وألبست الأقبية حلّة جديدة، واحتلت في 22 حزيران 1974 باليوبيل المئوي الثالث لتأسيس الدير.
اصيب الدير بكثير من الاضرار خلال الاحداث اللبنانية الاخيرة ولما عصفت بلبنان آخر حلقات الحرب سنة 1989 تفاقم الدمار فنقلت الرهبانية فئة الطالبية الى دير سيدة ميفوق.
وفي سنة 1993 في عهد الاب العام يوحنا تابت، تحوّل دير سيدة طاميش الى ورشة عمل كبيرة حيث رمّم الدير القديم وبني جناح كبير جديد الى جانب الدير تم فيه جمع شمل الرهبان الدراسين في اواخر ايلول سنة1994 .

عن موقع المتن فايلز

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).