أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | تحقيق: Hotmail وFacebook… زمن القمع الإلكتروني
تحقيق: Hotmail وFacebook… زمن القمع الإلكتروني

تحقيق: Hotmail وFacebook… زمن القمع الإلكتروني

{mosimage}بعد أيام على قيام موقع «فايسبوك» الشهير بتغيير واجهته القديمة، جاء دور البريد الإلكتروني «هوتميل» التابع لـ«مايكروسوفت». أما المستخدم، فلم يأخذ رأيه أحد، كأن جبابرة العالم الافتراضي يقولون له: «اُصرخ ما شئت، وتظاهر على الشبكة كما يحلو لك… وحدها مصالحنا تحدّد ملامح المستقبل»!

«الهوتميل» أيضاً قرر إلغاء واجهته القديمة Hotmail Classic، بغضّ النظر عن رأي المستخدمين. لمَ لا، فهو ليس أقل شأناً من «فايسبوك»! لكن «هوتميل» أعلن تعديلاته بطريقة أكثر هدوءاً و«خصوصية»، في رسائل موجّهة إلى بريد المستخدمين، يشرح فيها نيته «دمج» القديم بقرينه الجديد Live Hotmail، على طريقة الحكومات التي تعلن «تحريك» الأسعار، بدلاً من «رفع» الأسعار!
ولأسباب متعددة، يتعلق أغلبها بمفهوم «التفاعلية»، ظنَّ مئات الآلاف من رافضي الشكل الجديد لواجهة «فايسبوك»، أن احتجاجهم سيجد آذاناً صاغية، وأن مئات المجموعات التي كوّنوها على الشبكة وعلى الموقع المعنيّ نفسه، ستدفع بأصحاب الموقع الأكثر شهرة في مجال التواصل الاجتماعي، نحو إعادة النظر في قرارهم استبدال الواجهة «القديمة». والقِدم هنا هو طبقاً لمعايير الشكبة العنبكوتية بالطبع، لكن يبدو أن التكنولوجيا الجديدة تشبه الليبرالية الجديدة: اُصرخ ما شئت، وأنشىء مجموعات بريدية كبديل إلكتروني لتظاهرات الشارع، لكن المسؤولين سيفعلون ما يشاؤون في النهاية… فأنت مجرد مستهلك، ليس أكثر!
قبل أيام، بدأ موقع «هوتميل» التابع لـ»مايكروسوفت»، والأشهر ــ مع «ياهوو» ثم «جيميل» ــ في مجال البريد الإلكتروني، الإعلان عن تجديدات في واجهة وتكنولوجيا الموقع. وهي تعديلات تركّز على بنود معيّنة: سرعة الدخول التي ستزيد بمعدل سبعين في المئة، مع برمجيات إضافية سيتيحها الموقع تلقائياً لتفادي الملفات التجسسية والفيروسات. يعني ذلك في الواقع مزيداً من «البزنس» لمصلحة «مايكروسوفت» ومزيداً من الإعلانات. لكن الموقع يعلن البرامج الجديدة المواكبة للتعديلات، بصورة فائقة البراءة: Of course‚ along with more speed‚ you’ll get powerful technology that deflects spam and helps protect you against viruses and scams.
أي إن التكنولوجيا الجديدة هنا هي «في مصلحة المستخدم» لمواكبة السرعة الجديدة التي لم يطلبها هو، بل تبرعت بها «مايكروسوفت». وهي سرعة لا يحتاج إليها عملياً المستخدم الأميركي الذي يمثل السوق الأكبر للشركة العملاقة. إذ إن سرعة الإنترنت في الولايات المتحدة لا يمكن أن يتخيّلها المستخدم العربي. في المقابل، فإن ما تستتبعه عملية «التسريع» من برمجيات إضافية، تتسبّب في أثر معاكس تماماً لدى المستخدم في العالم الثالث الذي يعاني تقنيات إنترنت شبه بدائية، تنتقل فيها البيانات عبر أسلاك الهاتف! الأمر الذي يتسبّب في فقدان جزء كبير من السرعة الحقيقيّة للإنترنت، وهي سرعة تزداد بطئاً مع زيادة البرمجيات. وبالتالي، فإن التعديلات التي تجعل الإنترنت في العالم الأول يزداد سرعة، هي ذاتها التي تجعله في العالم الثالث يزداد بطئاً. هكذا، لاحظ كثيرون من مستخدمي «فايسبوك» أخيراً، أن الموقع الشهير ازداد بطئاً، بل لم يكن يعمل في كثير من الأحيان. إضافةً إلى أن الواجهة الجديدة التي رآها أصحاب «فايسبوك» أكثر سهولة ومرونة في الاستخدام. هي كذلك بالفعل، لكنها تعني المزيد من ضغط التحميل نتيجةً لعدد الأيقونات الهائل التي يستلزم تحميلها وقتاً أطول بكثير من النسخة الأقدم، الأكثر بساطة في التصميم والاستخدام والتحميل من الشبكة.
النقاط السابقة هي التي جعلت كثيراً من المستخدمين العرب يفضّلون أيضاً عدم استخدام نسخة Windows Live Hotmail. ويفضّلون عليها النسخة الأقدم التي وُجدت ـ لحسن الحظ ـ إلى جوار الأحدث. ولكن المخضرمين كانوا يدركون أن هذا التجاور بين نسختي «الهوتميل» لن يستمر طويلاً. كما تقطع بذلك سرعة تطوير مواقع الإنترنت عموماً، وخصوصاً أدوات شركة «مايكروسوفت» التي واجهت الكثير من الدعاوى القضائية في ما يخص الاحتكار، كما تعوّدت ربط المستخدم ببرمجياتها عاجلاً أو آجلاً، وتحديث تلك البرمجيات بمناسبة ومن دون مناسبة. وبالطبع، فإن زيادة سرعة الدخول على «الهوتميل» ليست التحديث الوحيد الذي سيلحق بموقع «هوتميل»، بل هناك أيضاً زيادة في عدد الألوان والتيمات التي يمكنها أن تزوّد البريد بـ«طابع الخصوصية»، وتصميم أكثر بساطة.
إن سلوك «مايكروسوفت» هو في حقيقته سلوك مفهوم، إذ إن الشركة العملاقة تنتمي إلى عالم الإنترنت القديم الذي لم تكن قد نمت فيه العلاقات التفاعلية بين المستخدم ومقدمي الخدمة، ولمن يكون قد عرف الدعايات التي تتوجّه للمستخدمين حسب عادات تجوالهم على الشبكة. لكن المدهش، هو أن يتطابق السلوك بين «مايكروسوفت» وبين «فايسبوك» الذي ينتمي إلى عالم «يوتيوب» و«غوغل» وغيرها من رموز الإنترنت الحديث… يبدو أن التجار يتحدثون اللغة نفسها في النهاية!

محمد خير- جريدة الأخبار 25.09.2008

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).