أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | TV CHARITY : صورة الشباب وصوت الفقراء
TV CHARITY : صورة الشباب وصوت الفقراء
TV CHARITY

TV CHARITY : صورة الشباب وصوت الفقراء

في عصر الثقافة المرئية، للصورة أهمية بارزة في ايصال رسائل جمة للمتلقي. واذا كان لكل اعلام جمهوره ورسائله وأهدافه، فللاعلام الديني المسيحي أيضاً رسائل يتوخاها عبر قنواته الاعلامية، نجح من خلالها، ولسنوات، في استقطاب جمهور المؤمنين عبر برامجه الهادفة، الا أنه ظل بايقاعه جاذباً لفئة “مصلّية “متقدمة في العمر، لا تفارق المسبحة يدها. ولعل في ربط المشهد الاعلامي المرئي المسيحي بجمهور متدين، حافظ لتعاليم الانجيل ومتمم لواجباته الروحية، اقصاء “غير متعمد” لشريحة من الشباب لها طريقتها الخاصة في التعبير عن الايمان.

من هنا كانت الحاجة لاعلام ديني مسيحي نابض بالحياة يحاكي هموم الشبيبة وهواجسها على المستويات المختلفة، بلغة تشبهها، لتجذبها. هكذا كانت انطلاقة TV CHARITY (تلفزيون المحبة) بمفهومها الشبابي وقالبها المنوع، تحدياً، قبلت خوض غماره جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة ايماناً منها بدور الاعلام المرئي في اختراق عالم الشباب والتفاعل معه. انطلاقة سرعان ما تبنّتها بكركي في البيان الختامي للمؤتمر العشرين لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك الصادر في تشرين الثاني 2011، مشيرةً اليها بـ “القناة التلفزيونية الوليدة التي تتوجه الى الشبيبة في الدرجة الأولى وتواكب المجتمع والطبقات الفقيرة”.

انطلاقة “القناة – الحلم”
وراء حلم التأسيس، يقف المرسل اللبناني الأب جان أبو خليفة، ابن جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، مدير القناة ومؤسسها، الذي قاده شغفه بـ “الميديا” الى التخصص في مجال علوم التواصل الاجتماعي في جامعة الساليزيان في روما، عاد بعدها الى لبنان طامحاً الى استثمار شهادته في حقل الاعلام “بما تمليه عليه ارادة الله”. فكانت الخطوة الاولى افتتاح ستوديو ” Cinéchrist ” لانتاج أفلام دينية وفيديو كليبات روحية على أن يجري توزيعها على المحطات التلفزيونية اللبنانية لعرضها. “لكن الملاحظ”، يقول الأب أبو خليفة، “ان المحطات اللبنانية كانت تكتفي ببث العمل لمرة واحدة على الهواء، من هنا راودتني فكرة انشاء تلفزيون عبر شبكة الانترنت بمعاونة أميركييْن ساهما بتوجيهي نحو كيفية تمويل المشروع عبر مساهمات خارجية. كما كان لأصحاب الخبرة في مجال المعلوماتية الدور التقني البارز في انطلاقة القناة-الحلم”. وقتذاك، كان الأب ايلي ماضي رئيساً عاماً للجمعية، وكان يرغب بانشاء قناة مماثلة، عيَّن موعداً رسمياً لانطلاق القناة في عيد جميع القديسين، أي في تشرين الثاني من العام 2009، حين ترأس قداس الاحتفال بالمناسبة، وواكب مراحل التأسيس لحظة بلحظة.
في خطوة تأسيس قناة TV CHARITY شجاعة وايمان، يقول الرئيس العام السابق لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الأب ايلي ماضي. “شجاعة لا بد أن نتحلى بها للانطلاق بمشروع ندرك سلفاً حجم كلفته المادية بتجهيزاته التقنية وموظفيه، يقابلها ايمان كبير بأننا اذا ما انطلقنا بالمشروع “ربنا بكمِّل”، يضيف الأب ماضي، مؤكداً أن “لا أحد يمكن أن يوقف عمل ربنا”.
من الانترنت، ببثه التجريبي الذي استغرق سنة ونصف سنة، الى باقة القنوات المحلية، كان الانتقال سريعاً بفضل تنسيق مدير محطة TV CHARITY مع موزعي الكابل في لبنان (UCL, Digitek, Econet) الذين يغطون ما يقارب الـ60% من الاراضي اللبنانية. هنا يكشف الاب جان عن “مفاوضات تجري حالياً مع ادارة شركة Cablevision لضمّ القناة الى باقة قنواتها، فنوسع بذلك من رقعة انتشارنا محلياً، علماً أننا عبر الانترنت نغطي العالم كله”.

برامج TV CHARITY تجسّد أهدافها
في البرامج التي تعرضها TV CHARITY انعكاس واضح لأهداف ثلاثة قام عليها التلفزيون منذ نشأته، ينطلق الأول من الحاجة لوجود قناة روحية تتوجه للشباب بالدرجة الأولى، متوسّلة أدوات مخاطبة تلفت المشاهد انْ من الناحية الشكلية عبر المؤثرات الصوتية المعتمدة في البرامج، الالوان الجاذبة، والاعتماد على عنصر الشباب في تقديم البرامج، علمانيين كانوا أم كهنة، أو من ناحية المضمون الذي يحرص القيّمون على أن يطال جوانب حياة الشبيبة كافة ، بدءاً من الاجتماعية – الاخلاقية واللاهوتية، مروراً بالطبية، والرياضية والثقافية والفنية والترفيهية والصناعية وصولا حتى الى السياسية منها، استجابة لنداء أطلقه البابا فرنسيس يدعو فيه الشباب المسيحي للانخراط في العمل السياسي انطلاقاً من أنَّ السياسة هي فن خدمة المحبة. أما الهدف الثاني فتسعى من خلاله القناة الى أن تكون صوت الفقراء والمهمشين مناصرة لحقوقهم الانسانية عبر برامجها، وساعيةً الى تعزيز روح التضامن مع الاخوة المحتاجين ، فيما الهدف الثالث ابراز غنى الكنيسة الروحي بنشاطاتها الرعائية، محلياً وعالمياً، ضمن شريط اخباري أسفل شاشتها وعلى موقعها الالكترونيwww.tvcharity.org ، يضع المشاهد في قلب الحدث الكنسي أينما كان.
يثني الرئيس العام الحالي لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الأب مالك أبو طانوس على دور قناةTV CHARITY في نشر كلمة الله، انطلاقاً من الأهمية التي يوليها لرسالة الاعلام في عصرنا الحالي . “أنا جاي كمّل اشيا كتيرة بلشت من قبلي” يؤكد، في اشارة الى استمرارية العمل الرسولي داخل الجمعية بـ”قطاعه الاعلامي” وانْ تبدل الرؤساء. “فكل رئيس يزيد مدماكاً الى المدماك الموجود” والعمل مستمر بهمّة كهنة الجمعية المتخصّصين في مجال علم التواصل الاجتماعي، إذ عيَّنت الجمعية الأبويْن طوني الياس وجان عقيقي لمساعدة الأب جان في التلفزيون، وجهود الشبيبة بـ “أعمارهم الفتية”، متطوعين كانوا أم موظفين، فضلاً عن الأصداء الايجابية التي يلقاها التلفزيون في صفوف المشاهدين.

قريباً… مبنى جديد وحلّة جديدة
“كلُ الاهتمام” يلفت الأب ايلي ماضي “منصبّ حالياً على البناء الجديد للقناة في جونية، الذي يجري اعداده تمهيداً للانتقال اليه بعد عام ونيف بحسب التقديرات، حيث سيضم طبقة مخصصة لاذاعة صوت المحبة وطبقتين لقناة TV CHARITY مجهزتين بمعدات وستوديوات متطورة”.
“ما رح يسمح يسوع انو يوقف هالعمل بسبب صعوبات مادية” يقول بثقة كبيرة مدير القناة الأب جان أبو خليفة، الذي يطمح الى البث الفضائي في مرحلة لاحقة وتطوير القدرة على انتاج برامج تنافسية بالاعتماد على مصادر تمويل ثابتة، شاكراً المساهمين، ويدعو كل انسان الى “أن يتحول رسولاً ويشارك معنا في دعم استمرارية رسالتنا كقناة ناطقة باسم الشبيبة والفقراء والكنيسة، أثبتنا من خلالها أننا شبيبة نملك من الفكر والعزم والارادة والابداع ما يكفي للولوج الى قلب كل مشاهد”.

تانيا اسطفان
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).